لعمامرة: لم نناقش ملف الرئاسيات مع كيري لأنها شأن داخلي

• لعمامرة رفقة جون كيري
  
• صورة: الشروق
  

الاتحاد الأوربي يكتفي بإرسال محللين لمتابعة الانتخابات المقبلة
نفى وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، مناقشة ملف الانتخابات الرئاسية مع نظره وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بدعوى أنها شأن داخلي، معلنا بأن الجزائر لن تساهم خارج حدودها بوحدات قتالية، وأكد "كيري" احترام بلاده لهذا المبدإ، غير أن الإرهاب لا يؤمن بالحدود على حد قوله.
ونشط وزيرا خارجية الجزائر والولايات المتحدة أمس ندوة صحفية مشتركة عقب افتتاح الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي الجزائري الأمريكي، شرحا خلالها أهم مفاصل العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي توسعت خلال السنوات الأخيرة بفعل تطور الشراكة الاقتصادية، وقال "جون كيري" في رده على انشغالات الجزائر بما يحدث في منطقة الساحل، وإصرارها على التمسك بمبدإ عدم التدخل في شؤون البلدان الأخرى، بأن سلطات بلاده تكن الاحترام الكبير لهذا المبدإ، لكن الإرهاب لا يؤمن بالحدود ولا يبالي بها، معتقدا بأن هناك طريقة وحيدة لمعالجة القضايا المطروحة، وهي مشاركة الجميع في مكافحة الإرهاب، مذكرا بالتزام الجزائر بالتعاون في هذا المجال، فقد كانت موجودة دائما، "ونحن نثمن دورها، لكننا نبحث عن تطوير هذا التعاون بشكل أكثر فعالية لتحقيق التقدم والاستقرار".
وأضاف جون كيري بأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي صادقوا على مذكرة الجزائر التي تمنع منح الفدية، وأن هناك مبادلات قوية بين الاستخبارات وأجهزة الأمن الجزائرية، لأن الجزائر من شركاء بلاده في مكافحة الإرهاب، "ونحن نكرس كيفية دعم قدراتها على المدى الطويل لمكافحة القاعدة في شمال إفريقيا"، قائلا بأنهم يؤمنون بمبدإ عدم التدخل في شؤون البلدان، لكن هذا لا يعرقل بناء علاقات تعاون أمنية، في تلميح إلى أن التنسيق الأمني سيبقى مستمرا بين الجانبين، دون الحاجة إلى تدخل عسكري مباشر في المنطقة.
وأوضح من جهته رمطان لعمامرة بأن منظور الجزائر تجاه التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، ينطلق من أهداف محددة ومعلنة باسم حماية الأشخاص، قائلا بأنه لا يمكن التطرق إلى تفاصيل ما تم الاتفاق عليه مع نظيره الأمريكي، غير أن الدول الصديقة والمجاورة تجد في الجزائر استعدادا كبيرا في مجال التكوين وتبادل المعلومات وتجهيز الجيوش، وهي طرف فاعل في الجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب، مختصرا بذلك موقف السلطات الجزائرية من كيفية التعاون في مجال محاربة الظاهرة، دون أن تقحم نفسها في صراعات وحروب خارج حدود التراب الوطني.
وشدد "لعمامرة" في رده على انشغالات الطبقة السياسية من زيارة كيري التي تزامنت مع الانتخابات الرئاسية المقبلة، بأنه لم يتم مناقشة هذا الملف بتاتا في محادثاته مع نظيره الأمريكي، لأنها شأن داخلي، ونفى في نفس السياق تعمد الطرف الجزائري إرسال دعوات متأخرة للاتحاد الأوروبي لإرسال ملاحظين تحسبا للاستحقاق الرئاسي المقبل، قائلا: هذا غير صحيح، لأنه تم توجيه دعوات في نفس الوقت للاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، "وهم لهم الحق في رفض إرسال ملاحظين، إذا كانت الميزانية لا تسمح بذلك"، مضيفا بأن الاتحاد الأوروبي قرر متابعة الانتخابات في مصر بالنظر إلى طبيعة الأوضاع بها، واكتفى بإرسال محللين فقط إلى الجزائر.
 
وبخصوص التعاون الأمني أفاد "لعمامرة" بأن "كيري" أشاد بالجزائر بصفتها دولة قوية لها إمكانات وإطارات عالية التكوين، خصوصا في الجيش، مؤكدا بأن الولايات المتحدة  تتعلم مما عاشته الجزائر خلال سنوات الإرهاب، معلنا بأن الجزائر لن تساهم خارج حدودها بوحدات قتالية، "وهذا لا يعني أنه لن يكون لها تعاون مع دول الجوار، مضيفا بأن زيارة كيري كانت أيضا مناسبة لمناقشة هموم المشرق العربي، وكذا القضية الفلسطينية وملف سوريا، ويعتبر الطرف الأمريكي موقف الجزائر من أحداث سوريا معقولا، أكدا لعمامرة أيضا بأن كيري يتفهم جيدا موقف الجزائر من ملف الصحراء الغربية، وهو معروف باتخاذ مواقف في هذه القضية.

المصدر :http://elections.echoroukonline.com