دعا نبي الله سليمان ان يعطيه الله ملكاً لم يعطه لأحد من الخلق ، فسخر الله له الريح تنقل جنودة من الشرق إلى
الغرب ومن الجنوب إلى الشمال وتسير الريح في الصباح مايقطعه الجند على ارجلهم في شهر ، كما تعود الريح
بهم مساء في مدة يسير بها الجند مدة شهر ، كما سخر الله لسليمان عليه السلام الجن والإنس والطير ، ولايقدر
احد من هؤلاء على مخالفة أمر سليمان عليه السلام كما علمه الله لغة الطير فكان يكلمها كما يكلم الناس . ولما مر
على وادي النمل تكلمت نملة فسمع سليمان كلامها ، فقد وقفت خطيبة في النمل وقالت باعلى صوتها : [ ياأيها
النمل ادخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون ]. فتبسم ( سليمان ) من قولها وقال : [ رب
اوزعني ( ألهمني ) أن أشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان أعمل صالحاً ترضاه وادخلني برحمتك في
عبادك الصالحين ].
ودخل النمل مساكنهم بامان ، فقد نبهت حارسة النمل جماعتها وسمع سليمان كلامها فتبسم ضاحكاً ولم يغضب لما
فعلت النملة ، فالنمل امة لايجوز الاعتداء عليها بحال من الأحوال .
وكان نبي الله سليمان يحب الخيل ، وأمر بها يوماً أي تسرج وان يركبها فرسانها وأن يستعرضها ، فاستمر هذا
العرض حتى غابت الشمس والهته الخيل عن ذكر الله ، فأمر بردها عليه مرة أخرى وأخذ يسمح أرجلها واعناقها
بيديه تحبباً إليها, وقد ذكر الله ذلك بقوله : [ ووهبنا لداودَ وسليمان نِعمَ العبدُ انه اواب ( مؤمن ) إذ عرض عليه
بالعشي ( مساء) الصافنات الجياد ( الخيل الأصيلة ) فقال : إني احببت حب الخير ( الخيل ) عن ذكر ربي حتى
توارت بالحجاب ( أي غابت الشمس ) ردوها على فطفق ( شرع) مسحاً بالشوق ( ساق الخيل والأعناق ].